العواصف الشمسية وتأثيراتها المحتملة على التكنولوجيا والبنية التحتية
تشهد الشمس دورة مغناطيسية تمتد لنحو 11 عامًا، حيث يتبدل المجال المغناطيسي بين القطبين الشمالي والجنوبي. في بداية هذه الدورة، يكون النشاط الشمسي في أدنى مستوياته، ويتضح ذلك من قلة البقع الشمسية على سطح الشمس، لكن مع اقتراب منتصف الدورة، تصل الشمس إلى ذروة نشاطها، حيث يزداد عدد البقع الشمسية، ما يؤدي إلى حدوث عواصف شمسية قد تؤثر على الأنظمة التكنولوجية.
وأوضح العالم ديبيندو ناندي، الفيزيائي بمركز كلكتا للتميز في علوم الفضاء، أن احتمالية حدوث هذه العواصف ترتفع مع زيادة عدد البقع الشمسية، مؤكدًا أن تأثيراتها لا تهدد البشر بشكل مباشر، لكنها قد تتسبب في تدهور مداري للأقمار الصناعية في المدار المنخفض وتؤثر على الخدمات المتعلقة بالاتصالات والشبكات الملاحية. كما يمكن للعواصف الشمسية أن تُحدث اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض، ما قد يؤدي إلى تعطل شبكات الطاقة الكهربائية في المناطق ذات خطوط العرض العالية.
وأضاف ناندي أن هذه العواصف تحمل جانبًا جماليًا، حيث تتسبب في ظهور الشفق القطبي، مما يجعل عام 2024 عامًا واعدًا لمراقبي الظاهرة.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة نُشرت في عام 2021 من جامعة كاليفورنيا أن عاصفة شمسية قوية قد تؤدي إلى تعطيل الإنترنت لأسابيع. وبينت الدراسة أن العواصف الشمسية الشديدة لا تؤثر بشكل مباشر على كابلات الألياف الضوئية، لكنها تُضعف معززات الإشارة المنتشرة على طول الكابلات البحرية التي تُعتبر ضرورية للحفاظ على الاتصالات عبر المسافات الكبيرة.
تشير هذه التطورات إلى أهمية متابعة النشاط الشمسي وتأثيراته المحتملة على التكنولوجيا والبنية التحتية الأرضية.